الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَـُٔوسٗا} (83)

قوله تعالى : { وَنَأَى } : قرأ العامَّةُ بتقديمِ الهمزةِ على حرف العلة مِن النَّأْي وهو البُعْدُ . وابن ذكوان - ونقلها الشيخ عن ابن عامر بكمالِه- : " ناءَ " بتقديم الألف على الهمزة . وفيها تخريجان ، أحدُهما : أنها مِنْ ناء يَنُوْءُ أي نهض . قال الشاعر :

حتى إذا ما التأَمَتْ مَفاصِلُهْ *** وناءَ في شِقِّ الشِّمالِ كاهلُهْ

والثاني : أنه مقلوبٌ مِنْ نأى ، ووزنُه فَلَع كقولهم في " رأى " راءَ ، إلى غيرِ ذلك ، ولكن متى أمكن عدمُ القلبِ فهو أَوْلَى . وهذا الخلافُ جارٍ أيضاً في سورة حم السجدة .

وأمال الألفَ إمالةً محضةً الأخَوان وأبو بكر عن عاصم ، وبينَ بينَ بخلافٍ عنه السوسيُّ ، وكذلك في فُصِّلت ، إلا أبا بكرٍ فإنه لم يُمِلْه .

وأمال فتحةَ النونِ في السورتين خَلَف ، وأبو الحارث والدُّوري عن الكسائي .