غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَـُٔوسٗا} (83)

73

ثم ذكر قبح شيمة الإنسان الذي جبل عليه فقال : { وإذا أنعمنا على الإنسان } أي على هذا الجنس بالصحة والغنى . وعن ابن عباس أنه الوليد بن المغيرة . وفي التخصيص نظر إلا أن يكون سبب النزول { أعرض ونأى بجانبه } النأي البعد ، والباء للتعدية أو للمصاحبة وهو تأكيد للإعراض ، لأن الإعراض عن الشيء هو أن يوليه عرض وجهه أي ناحيته . والنأي بالجانب أن يلوي عن عطفه ويوليه ظهره ، أو أراد الاستكبار لأن هذا الفعل من شأن المستكبرين . ومن قرأ { ناء } فإما من النوء بمعنى النهوض مستثقلاً . وإما مقلوب كقولهم : " راء " في رأى . { وإذا مسه الشر } من مرض أو فقر { كان يئوساً } شديد اليأس من روح الله . والحاصل أنه إن فاز بالمطلوب الدنيوي وظفر بالمقصود الدني نسي المنعم الحقيقي ، وإن فاته شيء من ذلك استولى عليه الأسف حتى كاد يتلف أو يدنف ، وكلتا الخصلتين مذمومة ولا مقتضى لهما إلا العجز والطيش وكل بقدر كما قال : { قل كل يعمل على شاكلته } .

/خ89