الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا} (98)

وقرأ الناسُ " تُحِسُّ " بضمِّ التاء وكسرِ الحاء مِنْ أَحَسَّ . وقرأ أبو حيوةَ وأبو جعفرٍ وابن أبي عبلة " تَحُسُّ " بفتح التاء وضم الحاء . وقرأ بعضُهم " تَحِسُّ " بالفتح والكسر ، من حَسَّه ، أي : شَعَرَ به ، ومنه " الحواسُّ الخَمس " .

و " منهم " حالٌ مِنْ " أحد " إذ هو في الأصلِ صفةٌ له ، و " مِنْ أحدٍ " مفعولٌ زِيْدَتْ فيه " مِنْ " .

وقرأ حنظلةُ " تُسْمَعُ " مضمومَ التاء ، مفتوحَ الميمِ مبنياً للمفعولِ ، و " رِكْزاً " مفعولٌ على كلتا القراءتين إلا أنه مفعولٌ ثانٍ في القراءة الشاذة . والرِّكْزُ الصوت الخفي دونَ نطقٍ بحروفٍ ولا فمٍ ، ومنه " رَكَزَ الرمحَ " ، أي : غَيَّبَ طَرَفَه في الأرضِ وأَخفاه ، ومنه الرِّكازُ ، وهو المال المدفونُ لخفائِه واستتارِه . وأنشدوا :

فَتَوَجَّسَتْ رِكْزَ الأنيسِ فَرَاعَها *** عن ظهر غَيْبٍ ، والأَنِيْسُ سَقامُها