قوله : { مِّنْ أَقْطَارِهَا } : الأَقْطار جمع قُطْر بضمِّ القاف ، وهي الناحيةُ . وفيه لغةٌ : قُتْر وأَقْتار بالتاء . والقُطْر : الجانب أيضاً . ومنه قَطَرْتُه أي : أَلْقَيْتُه على قُطْرِه فَتَقَطَّر أي : وقع عليه . قال الشاعر :
قد عَلِمَتْ سَلْمى وجاراتُها *** ما قَطَّر الفارسَ إلاَّ أنا
وفي المَثَل " الانفضاض يقطر الحلب " تفسيرُه : أنَّ القومَ إذا انَفَضُّوا أي : فَني زادُهم احتاجوا إلى حَلْبِ الإِبلِ . وسُمِّي القَطْرا قَطْراً لسقوطِه .
قوله : " ثم سُئِلوا " قرأ مجاهد " سُوْيِلُوا " بواوٍ ساكنة ثم ياءٍ مكسورةٍ كقُوتلوا . حكى أبو زيد هما يَتَساوَلان بالواو . والحسنُ " سُوْلُوا " بواوٍ ساكنةٍ فقط ، فاحتملت وجهين ، [ أحدهما ] : أَنْ يكونَ أصلُها سُئِلوا كالعامَّةِ ثم خُفِّفَتِ الكسرةُ فسَكَنَتْ ، كقولِهم في " ضَرِب " بالكسر : ضَرْب بالسكون فَسَكَنت الهمزةُ بعد ضمة فقُلِبت واواً نحو : بُوْس في بُؤْس . والثاني : أن تكونَ مِنْ لغة الواو . ونُقل عن أبي عمرو أنه قرأ " سِيْلُوا " بياءٍ ساكنةٍ بعد كسرةٍ نحو : مِيْلُوا .
قوله : " لأَتَوْها " قرأ نافعٌ وابن كثيرِ بالقصر بمعنى لَجأْؤُوْها وغَشِيُوها . والباقون بالمدِّ بمعنى : لأَعْطَوْها . ومفعولُه الثاني محذوفٌ تقديره : لآتَوْها السَّائلين . والمعنى : ولو دَخَلْتَ البيوتَ أو المدينة مِنْ جميع نواحيها ، ثم سُئِل أهلُها الفتنةَ لم يمتنعوا من إعطائِها . وقراءةُ المَدِّ تَسْتَلْزِمُ قراءةَ القصرِ من غيرِ عكسٍ بهذا المعنى الخاص .
قوله : " إلاَّ يَسِيراً " أي : إلاَّ تَلَبُّثاً أو إلاَّ زماناً يسيراً . وكذلك قولُه :
{ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الأحزاب : 16 ] أي : إلا تَمَتُّعاً أو إلاَّ زماناً قليلاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.