{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا } يعني بيوتهم ، أو المدينة ، والأقطار النواحي ، جمع قطر وهو الجانب والناحية ، والمعنى لو دخلت عليهم بيوتهم أو المدينة من جوانبها جميعا لا من بعضها هذه العساكر المتحزبة ، ونزلت بهم هذه النازلة الشديدة ، واستبيحت ديارهم . وهتكت حرمهم ومنازلهم .
{ ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ } من جهة أخرى عند نزول هذه النازلة الشديدة بهم { لآتَوْهَا } أخرج البيهقي في الدلالة عن ابن عباس قال : جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة ، يعني إدخال بني حارثة أهل الشام{[1379]} على المدينة ، ومعنى الفتنة هنا إما القتال في العصبية كما قال الضحاك ، أو الشرك بالله ، أو الرجعة إلى الكفر الذي يبطنونه ويظهرون خلافه كما قال الحسن قرئ لآتوها بالمد أي لأعطوها من أنفسهم ، وبالقصر أي لجاؤوها وفعلوها ، وهما سبعيتان .
{ وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا } أي بالمدينة بعد أن أتوا الفتنة { إِلا } تلبثا { يَسِيرًا } حتى يهلكوا كذا قال الحسن والسدي والفراء والقتيبي ، وقال أكثر المفسرين : إن المعنى وما احتبسوا عن فتنة الشرك إلا قليلا ، بل هم مسرعون إليها راغبون فيها لا يقفون عنها إلا مجرد وقوع السؤال لهم ، ولا يتعللون عن الإجابة بأن بيوتهم في هذه الحالة عورة مع أنها قد صارت عورة على الحقيقة ، كما تعللوا عن إجابة الرسول والقتال معه بأنها عورة ولم تكن إذ ذاك عورة ، ثم حكى الله سبحانه عنهم ما قد كان وقع منهم من قبل من المعاهدة لله ولرسوله بالثبات في الحر ، وعدم الفرار عنه فقال : { وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُولا ( 15 )
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.