تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَيۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلۡفِتۡنَةَ لَأٓتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلَّا يَسِيرٗا} (14)

الآية 14 وقوله تعالى : { ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : أي لو [ دخل الكفار ]( {[16524]} ) عليهم من أطراف المدينة ونواحيها ، ثم دعوهم( {[16525]} ) إلى الشرك لأجابوهم { وما تلبّثوا بها إلا يسيرا } أي لم يمتنعوا عن إجابتهم ، بل لأجابوهم به كما دعوا .

[ والثاني ]( {[16526]} ) : أنهم لو كانوا في بيوتهم ، فدخلوا عليهم من نواحيها ، ثم سئلوا الأموال وما تحويه أيديهم لأتوها . أي أعطوها { وما تلبّثوا بها إلا يسيرا } يخبر عن نفاقهم وخلافهم له في السر أنهم يعطون لأولئك ما يريدون من الأموال أو الدين ، ويوافقونهم ، ولا يوافقونكم البتة ، والله أعلم .


[16524]:في الأصل وم: دخلوا.
[16525]:في الأصل وم: دعوا.
[16526]:في الأصل وم: وقال بعضهم.