بسم الله الرحمن الرحيم قوله : { حم } : كقوله : { الم } وبابه . وقرأ الأخَوان وأبو بكر وابن ذكوان بإمالة حاء في السورِ السبعِ إمالةً محضةً وورش وأبو عمرو بالإِمالة بينَ بينَ ، والباقون بالفتح . والعامَّةُ على سكونِ الميم كسائرِ الحروفِ المقطعة . وقرأ الزهري برفعِ الميم على أنَّها خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، أو مبتدأٌ والخبرُ ما بعدها . وابن أبي إسحاق وعيسى بفتحِها ، وهي تحتملُ وجهين ، أحدهما : أنها منصوبةٌ بفعلٍ مقدرٍ أي : اقرأ حم ، وإنما مُنِعَتْ من الصرف للعلميَّةِ والتأنيثِ ، أو للعلميَّة وشبهِ العُجمة . وذلك أنه ليس في الأوزان العربيةِ وزنُ فاعيل بخلافِ الأعجمية ، نحو : قابيل وهابيل . والثاني : أنها حركةُ بناءٍ تخفيفاً ك أينَ وكيف . وفي احتمال هذين الوجهين قولُ الكميت :
3908 وَجَدْنا لكم في آلِ حَمَ آيةً *** تَأَوَّلَها منا تقيٌّ ومُعْرِبُ
3909 يُذَكِّرُني حمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ *** فهلا تلا حمَ قبلَ التقدُّمِ
وقرأ أبو السَّمَّال بكسرِها ، وهل يجوزُ أَنْ تُجْمَعَ " حم " على حواميم ، نَقَل ابنُ الجوزي عن شيخِه الجواليقي أنه خطأٌ ، بل الصوابُ أَنْ يقولَ : قَرَأْتُ آلَ حم . وفي الحديث عن ابن مسعود عنه عليه السلام : " إذا وَقَعْتَ في آلِ حم وَقَعْتَ في رَوْضَاتٍ " وقال الكميت :
3910 وَجَدْنا لكم في آلِ حم . . . *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
البيت . ومنهم مَنْ جَوَّزَه . ورُويَ في ذلك أحاديثُ منها : " الحواميم ديباجُ القرآن " ومنها : " مَنْ أرادَ أَنْ يرتعَ في رياضٍ مُوْنَقَةٍ من الجنة فليقرأْ الحواميم " ومنها : " مَثَلُ الحواميم في القرآن مَثَلُ الحَبِرات في الثياب " فإنْ صَحَّتْ هذه الأحاديثُ فهي الفَيْصَلُ في ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.