الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ وَٱلۡمِيزَانَۗ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٞ} (17)

قوله : { لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ } : إنما ذَكَّر " قَريب " وإنْ كان صفةً لمؤنث لأنَّ الساعةَ في معنى الوقتِ ، أو البعثِ ، أو على معنى النَّسب أي : ذاتُ قُرْب ، أو على حَذْفِ مضافٍ أي : مجيء الساعةِ . وقيل : للفرق : بينها وبين قرابةِ النسَبِ . وقيل : لأنَّ تأنيثها مجازيٌّ ، نقله مكي ، وليس بشيءٍ ؛ إذ لا يجوز : الشمسُ طالعٌ ولا القِدْرُ فائرٌ . وجملةُ الترجِّي أو الإِشفاقِ مُعَلِّقَةٌ للدرايةِ . وتقدَّم مثلُه آخرَ الأنبياء .