فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ وَٱلۡمِيزَانَۗ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٞ} (17)

{ الله الذي أنزل الكتاب بالحق } .

وحي ربنا وكلماته ، وكتبه ورسالاته ، جاءت تبين الحق وتهدي إليه وتمسك به ، وما تنزل من عند الله كتاب فيه باطل ، أو يستطيع جبار أن يبطله ، وصدق الله العظيم : { وبالحق أنزلناه وبالحق نزل . . }{[4248]} .

{ والميزان }

العدل والقسط ، فالله لا يرضى للناس أن يتظالموا أو يبغي أحد على أحد ، أو يبخس واحد حق آخر ، ولقد جعل الله هذا الميثاق مطلب الرسالات جميعا : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط . . }{[4249]}

{ وما يدريك لعل الساعة قريب( 17 ) } .

لعل البعث والحساب والجزاء قريب منك وأنت لا تدري . وإن كان الخطاب للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- فإنه موجه إلى كل من يعقل- يحض على العمل بالكتاب ، والعدل ، والوفاء بعهود الشريعة ، قبل أن يفاجأ اليوم الذي يكون فيه وزن الأعمال والجزاء عليها ، فيوفّى لمن أوفى ، ويأتي الجائر الفاجر فلا يجد شيئا إلا الجحيم والعذاب الأليم .


[4248]:سورة الإسراء. من الآية 105.
[4249]:سورة الحديد من الآية 35.