الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٖ جَاثِيَةٗۚ كُلُّ أُمَّةٖ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَٰبِهَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (28)

قوله : { جَاثِيَةً } : حالٌ ؛ لأنَّ الظاهرَ أنَّ الرؤيةَ بَصَرِيَّة . والجاثية أي : على الرُّكَبِ ؛ لأنَّها خائفةٌ والمذنبُ مُسْتَوْفِزٌ . وقيل : مجتمعةً ، ومنه : الجُثْوَةُ للقَبْر لاجتماع الأحجارِ عليه . قال :

4035 تَرَى جُثْوَتَيْنِ مِنْ تُرابٍ عليهما *** صَفائِحٌ صُمٌّ مِنْ صَفِيحٍ مُنَضَّدِ

وقُرِئ " جاذِيَةً " بالذال المعجمة ، وهو أشدُّ اسْتيفازاً من الجاثي .

قوله : " كلُّ أمةٍ " العامَّةُ على الرفعِ بالابتداءِ . و " تُدْعى " خبرُها . ويعقوب بالنصبِ على البدلِ مِنْ " كُلُّ أمة " الأولى بدل نكرةٍ موصوفةٍ مِنْ مِثْلها .

قوله : " اليومَ تُجْزَوْن " هذه الجملةُ معمولةٌ لقولٍ مضمرٍ التقديرُ : يُقال لهم : اليومَ تُجْزَوْن . واليومَ معمولٌ لِما بعدَه " وما كُنتم " هو المفعولُ الثاني .