الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٖ جَاثِيَةٗۚ كُلُّ أُمَّةٖ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَٰبِهَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (28)

{ جَاثِيَةً } باركة مستوفزة على الركب . وقرىء «جاذية » والجذّو : أشد استيفازاً من الجثوّ : لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه : وعن ابن عباس رضي الله عنهما : جاثية مجتمعة . وعن قتادة جماعات من الجثوة ، وهي الجماعة ، وجمعها : جثى . وفي الحديث : " من جثى جهنم " وقرىء : { كُلَّ أُمَّةٍ } على الابتداء ، وكل أمة : على الإبدال من كل أمة { إلى كتابها } إلى صحائف أعمالها ، فاكتفى باسم الجنس ، كقوله تعالى : { وَوُضِعَ الكتاب فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ } [ الكهف : 49 ] . { اليوم تُجْزَوْنَ } محمول على القول .