الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٖ جَاثِيَةٗۚ كُلُّ أُمَّةٖ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَٰبِهَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (28)

وقوله سبحانه : { وترى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } هذا وصفُ حالِ القيامة وهولها ، والأُمَّةُ : الجماعة العظيمة من الناس ، وقال مجاهد : الأُمَّةُ : الواحد من الناس ؛ قال ( ع ) : وهذا قلق في اللغة ، وإنْ قيل في إبراهيمَ أُمَّة وفي قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ ، فذلك تَجوُّزٌ على جهة التشريف والتشبيه ، و{ جَاثِيَةً } معناه : على الرُّكَب ؛ قاله مجاهد وغيره ، وهي هَيْئَة المُذْنِبِ الخَائِفِ ، وقال سُلَيْمَانُ : في القيامة ساعَةٌ قَدْرُ عَشْرِ سنين ، يَخِرُّ الجميعُ فيها جُثَاةً على الرُّكَبِ .

وقوله : { كُلُّ أُمَّةٍ تدعى إلى كتابها } قالت فرقة : أراد إلى كتابها الذي كتبته الحَفَظَةُ على كل واحد من الأُمَّةِ .