فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ} (48)

{ وأن عليه النشأة الأخرى( 47 )وأنه هو أغنى وأقنى( 48 )وأنه هو رب الشعرى( 49 ) } .

كنا أمواتا فأحيانا الله القوي القدير ، وبعد الحياة يكون الموت ثم يبعثنا الخبير وإليه نصير-وفاء بوعده جل شأنه- وفي البحر : لما كانت هذه النشأة ينكرها الكفار بولغ بقوله تعالى : { عليه } كأنه تعالى أوجب ذلك على نفسه{[5798]} .

وربنا أعطانا وأرضانا { أغنى وأقنى } ليس لبشر ولا لمخلوق من كوكب أو طالع في ذلك مدخل نحس أو سعد-{ وأنه هو أغنى وأقنى } أي ملّك عباده المال وجعله لهم قنية مقيما عندهم . . { وأنه هو رب الشعرى } . . هو هذا النجم الوقاد . . كانت طائفة من العرب يعبدونه{[5799]} فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب وليس برب ؛ وحين ذكر أنه أغنى وأقنى بين أن ذلك بفضل المولى لا بعطاء الشعرى .

{ وأن عليه النشأة الأخرى } ظاهره وجوب وقوع الحشر في الحكمة الإلهية للمجازاة على الإحسان والإساءة ؛ وقال في التفسير الكبير ، هو كقوله : { ثم أنشأناه خلقا آخر . . }{[5800]}أي بعد خلقه ذكرا وأنثى نفخ فيه الروح الإنساني ، ثم أغناه بلبن الأم وبنفقة الأب في صغره ، ثم أقناه بالكسب بعد كبره ، أي أعطاه القنية ، وهي المال الذي تأثلته وعزمت أن لا تخرجه من يدك ؛ وبالجملة فالإغناء بكل ما تدفع به الحاجة ، والإقناء بما زاد عليه{[5801]} .


[5798]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي.
[5799]:مما أورد ابن كثير.
[5800]:سورة المؤمنون. من الآية 14.
[5801]:ما بين العارضتين مما أورد صاحب غرائب القرآن.