قوله : { وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى } قال أبو صالح : «أغنى » الناسَ بالأَمْوَالِ «وأقنى » أعطى القُنيَةَ وأصول الأموال وما يَدَّخِرُونَه بعد الكِفاية .
وقال الضحاك : «أغنى » بالذهب والفضة ، وصنوف الأموال ، «وأقنى » بالإبل والبَقَر والغنم ، وقال الحسن وقتادة : أخْدَمَ . وقال ابن عباس - ( رضي الله عنهما ){[53750]} أغْنَى وأَقْنَى أَعْطَى فَأَرْضَى . وقال مجاهد ومقاتل : أرضى بما أعطى وقنع . وقال الراغب : وتحقيقه أنه جعل له قنيةً من الرِّضا . وقال سُلَيْمَان التَّيْميّ : أغنى نفسه وأفقر خلقه إِليه . وقال ابن زيد : «أغنى » أكثر «وأقنى » أقلَّ ، وقرأ : { يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ }{[53751]} .
وقال الأخفش : «أقنى » : أفقر{[53752]} . وقال ابن كيسان : أوْلَدَ{[53753]} . قال الزمخشري : «أقنى » أعطى القُنْيَةَ ، وهي المال الذي تأثَّلْته{[53754]} وعزمت أن لا يخرج من يدك . وقال الجَوْهَرِيُّ : «قَنِيَ الرجلُ يَقْنَى قِنًى » مثل «غَنِيَ يَغْنَى غِنًى »{[53755]} ، ثم يتعدى بتغيير الحركة فيقال : قَنيتُ مالاً أي كَسَبْتُهُ ، وهو نظير : شَتِرَتْ عَيْنُه {[53756]}- بالكسر - وشَتَرَها اللَّهُ - بالفتح - فإذا أدخلت عليه الهمزة أو التضعيف اكتسب مفعولاً ثانياً فيقال : أَقْنَاهُ اللَّهُ مالاً ، وقناه إياه أي أكْسَبَهُ إيَّاه ، قال الشاعر :
كَمْ مِنْ غَنِيٍّ أَصَابَ الدَّهْرُ ثَرْوَتَهُ *** وَمِنْ فَقِيرٍ تَقَنَّى بَعْدَ إِقْلاَلِ{[53757]}
أي تقنى مالاً ، فحذف ( المفعول الثاني ) . وحذف مفعولا «أغنى وأقنى » ؛ لأن المراد نسبةُ هذيْنِ الفعلين إليه وحْدَهُ ، وكذلك في باقيها ، وألف «أقنى » عن ياءٍ ، لأنه من القِنْية ؛ قال :
ألاَ إنَّ بَعْدَ العُدْمِ لِلْمَرْءِ قِنْيَةً{[53758]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ويقال : قَنِيتُ كَذَا وأَقْنَيْتُهُ ، قال :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** قَنِيتُ حَيَائِي عِفَّةً وتَكَرُّمَا{[53759]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.