فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ} (48)

{ وأنه هو أغنى وأقنى } أي أغنى من شاء ، وأفقر من شاء ، ومثله قوله : { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } ، وقوله : { يقبض ويبسط } قاله ابن زيد ، واختاره ابن جرير وقال مجاهد وقتادة والحسن : أغنى مول ، وأقنى أخدم وقيل معنى أقنى : أعطى القنية وهي ما يتأثل من الأموال ، أي : أصول الأموال ، وما يدخرونه بعد الكفاية .

وقيل : معنى أقنى أرضى بما أعطى أي أغناه . ثم أرضاه بما أعطاه ، قال الجوهري : قنى الرجل يقني مثل غنى يغني ، ثم يتعدى بتغيير الحركة فيقال : قنيت له مالا كسبته ، وهو نظير شترت عينه بالكسر ، وشترها الله بالفتح ، فإذا دخلت عليه الهمزة والتضعيف اكتسب مفعولا ثانيا فيقال : أقناه الله مالا ، وقناه إياه أي أكسبه إياه وأقناه أرضاه ، والقناء الرضا ، قال أبو زيد : تقول العرب : من أعطى مائة من البقر فقد أعطى القنى ، ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغنى ومن أعطى مائة من الإبل فقد أعطى المنى ، وقال الأخفش وابن كيسان : أقنى أفقر ، وهو يؤيد القول الأول ، وقال ابن عباس : أغنى وأقنى أعطى وأرضى ، وقيل : أقنى زاد فوق الغنى ، وحذف مفعول أغنى وأقنى لأن المراد نسبة هذين الفعلين إليه وحده ، وكذلك باقيها .