تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡۘ يَوۡمَ يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ} (6)

الآية 6 وقوله تعالى : { فتولّ عنهم } يحتمل وجوها :

أحدهما : قوله : { فتولّ عنهم } أي أعرض عنهم ، ولا تكافئهم بإساءتهم .

والثاني : { فتولّ عنهم } أي لا تقابلهم ، ولا تجاهدهم .

فإن كان التأويل هذا فهو يحتمل النسخ على ما قاله أهل التأويل ، وإن كان للأول فهو لا يحتمل [ النّسخ .

والثالث : يحتمل ]{[20151]} { فتولّ عنهم } أي لا تشتغل بهم فإنهم لا يؤمنون ؛ وذلك في قوم ، علم الله أنهم لا يؤمنون ؛ يُؤيِس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطمع في إيمانهم .

وقوله تعالى : { يوم يدع الدّاع إلى شيء نُكُر } أي إلى شيء منكر فظيع هائل . ويحتمل إلى شيء أنكروه في الدنيا ، وهو الساعة ، فيُقرّون في الآخرة .


[20151]:من م، ساقطة من الأصل.