فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡۘ يَوۡمَ يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ} (6)

ثم أمره الله سبحانه بالإعراض عنهم فقال : { فتول عنهم } أي أعرض عنهم حيث لم يؤثر فيهم الإنذار ، وهي منسوخة بآية السيف ، قاله أكثر المفسرين وقال الرازي : إن قولهم بالنسخ ليس بشيء بل المراد منها لا تناظرهم بالكلام ، ذكره الخطيب .

{ يوم } اذكر يوم { يدع الداع } وإليه ذهب الرماني والزمخشري وفيه وجوه هذا أقربها ، وسقطت الواو من يداع إتباعا للفظ ، وقد وقعت في الرسم هكذا وحذفت الياء من الداع مبالغة في التخفيف واكتفاء بالكسرة ، والداعي هو إسرافيل ، وقيل : جبريل والأول أولى { إلى شيء نكر } أي : أمر فظيع ينكرونه استعظاما له ، لعدم تقدم العهد لهم بمثله وهو هول يوم القيامة ، وقيل : هو الحساب ، قرأ الجمهور نكر بضم الكاف ، وقرئ بسكونها تخفيفا ، وقرئ بكسر الكاف ، وفتح الراء على صيغة الفعل المجهول .