فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَسۡمِعۡ بِهِمۡ وَأَبۡصِرۡ يَوۡمَ يَأۡتُونَنَا لَٰكِنِ ٱلظَّـٰلِمُونَ ٱلۡيَوۡمَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (38)

{ أسمع بهم وأبصر } قال أبو العباس : العرب تقول هذا في موضع التعجب فيقولون أسمع بزيد وأبصر به ، أي ما أسمعه وأبصره ، فعجب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم منهم . وقال السمين : هذا لفظ أمر ومعناه التعجب ، وقيل بل هو أمر حقيقة ، والمأمور هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمعنى أسمع الناس وأبصرهم بهم وبحالهم ، ماذا تصنع بهم من العذاب ، وهو منقول عن أبي العالية ، وقال ابن عباس : يقول الكفار يومئذ : أسمع شيء وأبصره ، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون .

{ يوم يأتوننا } للحساب والجزاء { لكن الظالمون } الأصل لكنهم وهو من إقامة الظاهر مقام المضمر للإيذان بأنهم في ذلك ظالمون لأنفسهم .

{ اليوم } أي في الدنيا { في ضلال } أي خطأ { مبين } أي واضح ظاهر ، ولكنهم أغفلوا التفكر والاعتبار والنظر في الآثار