الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَسۡمِعۡ بِهِمۡ وَأَبۡصِرۡ يَوۡمَ يَأۡتُونَنَا لَٰكِنِ ٱلظَّـٰلِمُونَ ٱلۡيَوۡمَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (38)

ثم قال : { اسمع بهم وأبصر يوم ياتوننا }[ 37 ] .

أي : ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة إذا عاينوا ما لا يحتاج إلى فكر ولا رؤية . وقد كانوا في الدنيا عميا عن إبصار الحق ، صما عن سماع الهدى .

قال{[44273]} قتادة : سمعوا حين لا ينفعهم السمع ، وأبصروا حين لا ينفعهم البصر{[44274]} .

قال ابن زيد : كانت في{[44275]} الدنيا على أبصارهم غشاوة ، وفي آذانهم وقر ، فلما كان يوم القيامة ، أبصروا{[44276]} ، وسمعوا فلم ينتفعوا ، وقرأ { ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا }{[44277]} .

ثم قال تعالى ذكره : { لكن الظالمون اليوم في ظلال مبين } أي : لكن الكافرون في الدنيا في ذهاب مبين عن سبيل الحق .

و{ يوم ياتوننا } وقف حسن{[44278]} . والعامل فيه ( أسمع بهم وأبصر ) أي : ما أبصرهم وأسمعهم{[44279]} في هذا اليوم ، أي : هم ممن يقال ذلك فيهم ، ففيه معنى التعجب ، ولفظه ، لفظ الأمر ، ولا ضمير في الفعلين ، إذ ليس بأمر للمأمور ، إنما هو لفظ وافق لفظ الأمر ، وليس به .


[44273]:ز: وقال.
[44274]:انظر: جامع البيان 16/86 وزاد المسير 5/233 وتفسير القرطبي 11/109 والبحر المحيط 6/191.
[44275]:في سقطت من ز.
[44276]:ع: وأبصروا.
[44277]:السجدة: آية 12، وانظر: جامع البيان 16/87.
[44278]:انظر: المكتفى 244 والقطع والائتناف 455 وإيضاح الوقف 765.
[44279]:ز: ما أسمعهم وأبصرهم.