ثم قال تعالى عنهم : إنهم قالوا : { أجعل الآلهة إلها واحدا } أي : أجعل محمد المعبود معبودا واحدا ؟ !
{ إن هذا لشيء عجاب } ، أي : عجيب .
قال قتادة : عجب المشركون أن دُعُوا إلى الله وحده وقالوا : يسمع لحاجاتنا{[58036]} جميعا إله واحد ، ما سمعنا بهذا ( في الملة الآخرة ){[58037]} .
رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمشركين : " أسألكم أن تجيبوني إلى واحدة تدين بها لكم العرب ، وتعطيكم بها الخرج العجم . فقالوا : ما هي ؟ ! قال : تقولون لا إله إلا الله . فعند ذلك قالوا : أجعل الآلهة إلها{[58038]} واحدا ، تعجبا من ذلك " .
وذكر ابن عباس أنه لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل ، فقالوا إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل ، ويقول ويقول ، فلو بعثت إليه فنهيته . فبعث إليه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل ، فخشي أبو جهل إن جلس إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له{[58039]} عليه ، فوثب فجلس إلى جنب أبي طالب . فلم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قرب عمه فجلس عند الباب فقال له أبو طالب . أي ابن أخي ، ما بال قومك يشكونك ويزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول . قال : فأكثروا عليه القول . وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا عمي{[58040]} إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب ، وتؤدي إليهم بها العجم الجزية " . ففزعوا لكلمته ولقوله . وقال القوم كلمة واحدة : نعم ، وأبيك عشرا ، قالوا : فما هي ؟ ! قال أبو طالب : أي كلمة هي يا ابن أخي ؟ قال : لا إله إلا الله . قال : فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون : { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب } . فنزلت هذه الآية إلى قوله : { لما يذوقوا العذاب }{[58041]} .
وفرق الخليل{[58042]} بين العجيب والعجاب ، فالعجيب ، والعَجَب ، والعُجاب : الذي قد تجاوز حد العَجَب ، وكذلك عنده الطَّويل الذي فيه طول ، والطُّوال الذي قد تجاوز حد الطول{[58043]} .
وقيل : هما بمعنى ، يقول : طَويل وطُوال ، وجَسِيم وجُسام ، وخَفيف وخُفاف ، وسَريع{[58044]} وسُراع{[58045]} ، ورَقيق ورُقاق ، بمعنى{[58046]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.