غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ} (5)

1

{ أجعل الآلهة } أي صيرها وحكم عليها بالوحدة { إن هذا لشيء عجاب } بليغ في العجب . يروى أنه لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش وهم الأشراف والرؤساء : امشوا إلى أبي طالب فأتوه وقالوا : أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك . فدعا أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألون السواء فلا تمل كل الميل على قومك . فقال : ماذا يسألونني ؟ فقالوا : ارفضنا وارفض آلهتنا وندعك وإلهك . فقال صلى الله عليه وسلم : أتعطونني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم فقال له أبو جهل : والله لنعطينكها وعشر أمثالها . فقال صلى الله عليه وسلم : قولوا لا إله إلا الله . فنفروا من ذلك وقالوا : { أجعل الآلهة إلهاً واحداً } كيف يسع الخلق كلهم إله واحد فأنزل الله هذه الآيات . يعني من أول السورة إلى قوله : { كذبت قبلهم } .