الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (23)

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : اسم الله الأعظم هو الله .

وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري أنه كان له مربد للتمر في بيته ، فوجد المربد قد نقص ، فلما كان الليل أبصره ، فإذا بحس رجل فقال له : من أنت ؟ قال : رجل من الجن ، أردنا هذا البيت فأرملنا من الزاد فأصبنا من تمركم ، ولا ينقصكم الله منه شيئاً ، فقال له أبو أيوب الأنصاري : إن كنت صادقاً فناولني يدك فناوله يده ، فإذا بشعر كذراع الكلب ، فقال له أبو أيوب : ما أصبت من تمرنا فأنت في حل ، ألا تُخبرني بأفضل ما تتعوّذ به الإِنس من الجن ؟ قال : هذه الآية آخر سورة الحشر .

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ آخر سورة الحشر ثم مات من يومه وليلته كفر عنه كل خطيئة عملها » .

وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة وابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً إذا أوى إلى فراشه أن يقرأ آخر سورة الحشر ، وقال : «إن متَّ متَّ شهيداً » .

وأخرج أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن محمد بن الحنفية أن البراء بن عازب قال لعلي بن أبي طالب : سألتك بالله إلا ما خصصتني بأفضل ما خصك به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما خصه به جبريل ، مما بعث به إليه الرحمن ، قال : يا براء إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول الحديد عشر آيات وآخر سورة الحشر ، ثم قل : يا من هو هكذا وليس شيء هكذا غيره أسألك أن تفعل بي كذا وكذا ، فوالله يا براء لو دعوت عليّ لخسف بي .

وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من تعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات ثم قرأ آخر سورة لحشر بعث الله إليه سبعين ألف ملك يطردون عنه شياطين الإِنس والجن إن كان ليلاً حتى يصبح ، وإن كان نهاراً حتى يمسي » .

وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال : «يتعوذ الشيطان عشر مرات » .

وأخرج أحمد والدارمي والترمذي وحسنه وابن الضريس والبيهقي في شعب الإِيمان عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من قال حين يصبح عشر مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، وإن مات ذلك اليوم مات شهيداً ، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة » .

وأخرج ابن عدي وابن مردويه والخطيب والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار فمات في يومه أو ليلته فقد أوجب له الجنة » .

وأخرج ابن الضريس عن عتيبة قال : حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من قرأ خواتيم الحشر حين يصبح أدرك ما فاته من ليلته وكان محفوظاً إلى أن يمسي ، ومن قرأها حين يمسي أدرك ما فاته من يومه وكان محفوظاً إلى أن يصبح ، وإن مات أوجب .

وأخرج الدارمي وابن الضريس عن الحسن قال : من قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء ، وإن قرأ إذا أمسى فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء .

وأخرج الديلمي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اسم الله الأعظم في ستة آيات من آخر سورة الحشر » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { عالم الغيب والشهادة } قال : السر والعلانية .

وفي قوله : { المؤمن } قال : المؤمن خلقه من أن يظلمهم وفي قوله : { المهيمن } قال : الشاهد .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { عالم الغيب } قال : ما يكون وما هو كائن وفي قوله : { القدوس } قال : تقدسه الملائكة .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة في قوله : { القدوس } قال : المبارك { السلام المؤمن } قال : المؤمن من آمن به { المهيمن } الشهيد عليه { العزيز } في نقمته إذا انتقم { الجبار } جبر خلقه على ما يشاء المتكبر عن كل سوء .

وأخرج ابن المنذر عن زيد بن علي قال : إنما سمي نفسه { المؤمن } لأنه آمنهم من العذاب .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن محمد بن كعب قال : إنما تسمى { الجبار } أنه يجبر الخلق على ما أراده .