الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (23)

{ القدوس } بالضم والفتح - وقد قرىء بهما - البليغ في النزاهة عما يستقبح . ونظيره : السبوح ، وفي تسبيح الملائكة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح . و { السلام } بمعنى السلامة . ومنه { دَارُ السلام } [ يونس : 25 ] { وسلام عَلَيْكُمْ } [ الأنعام : 54 ] وصف به مبالغة في وصف كونه سليماً من النقائص . أو في إعطائه السلامة «والمؤمن » واهب الأمن . وقرىء بفتح الميم بمعنى المؤمن به على حذف الجار ، كما تقول في قوم موسى من قوله تعالى : { واختار موسى قَوْمَهُ } [ الأعراف : 155 ] المختارون بلفظ صفة السبعين . و { المهيمن } الرقيب على كل شيء ، الحافظ له ، مفيعل من الأمن ؛ إلا أن همزته قلبت هاء . و { الجبار } القاهر الذي جبر خلقه على ما أراد ، أي أجبره ، و { المتكبر } البليغ الكبرياء والعظمة . وقيل : المتكبر عن ظلم عباده .