تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{رَفِيعُ ٱلدَّرَجَٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ} (15)

{ رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق }

{ رفيع الدرجات } أي الله عظيم الصفات ، أو رافع درجات المؤمنين في الجنة { ذو العرش } خالقه { يلقي الروح } الوحي { من أمره } أي قوله { على من يشاء من عباده لينذر } يخوَّف الملقى عليه الناس { يوم التلاق } بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي أهل السماء والأرض ، والعابد والمعبود ، والظالم والمظلوم فيه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{رَفِيعُ ٱلدَّرَجَٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ} (15)

قوله : { رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ } { رفيع } : مبتدأ ، وخبره : { ذو العرش } ويجوز أن تكون { رفيعُ } و { ذُو الْعَرْشِ } خبرين لمبتدأ محذوف ؛ أي هو رفيع الدرجات ، وهو ذو العرش{[4010]} والمعنى : أن الله رفيع الشأن والسلطان ، عظيم الجلال والمقام . والمراد بذلك : التنبيه على رفعة شأنه وعلو سلطانه وأنه سبحانه مالك العرش وخالقه ومدبره .

قوله : { يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } المراد بالروح : الوحي . وقد سمي روحا بما يتنزل به من آيات الله التي تثير في الناس الهداية والنور وحسن التوجه إلى الله بعد أن كانوا موتى لا خير فيهم ولا حياة . أو لأن الناس يَحيَوْنَ بالوحي من موت الكفر كما تحيى الأبدان بالأرواح ؛ فالله يُلقي ذلك { مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } يُلْقي الله وحيه بقضائه وحكمه – على النبيين المصطفين الذين يختارهم من عباده .

قوله : { لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ } وذلك يوم القيامة ؛ إذْ تتلاقى فيه الخلائق كافة . وقيل : يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض في المحشر .


[4010]:الدر المصون ج 9 ص 462