قوله تعالى : " رفيع الدرجات ذو العرش " " ذو العرش " على إضمار مبتدأ . قال الأخفش : ويجوز نصبه على المدح . ومعنى " رفيع الدرجات " أي رفيع الصفات . وقال ابن عباس والكلبي وسعيد بن جبير : رفيع السموات السبع . وقال يحيى بن سلام : هو رفعة درجة أوليائه في الجنة ف " رفيع " على هذا بمعنى رافع فعيل بمعنى فاعل . وهو على القول الأول من صفات الذات ، ومعناه الذي لا أرفع قدرا منه ، وهو المستحق لدرجات المدح والثناء ، وهي أصنافها وأبوابها لا مستحق لها غيره . قاله الحليمي . وقد ذكرناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى والحمد لله . " ذو العرش " أي خالقه ومالكه لا أنه محتاج إليه . وقيل : هو من قولهم : ثل عرش فلان أي زال ملكه وعزه ، فهو سبحانه " ذو العرش " بمعنى ثبوت ملكه وسلطانه وقد بيناه في الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى .
" يلقي الروح " أي الوحي والنبوة " على من يشاء من عباده " وسمي ذلك روحا لأن الناس يحيون به ، أي يحيون من موت الكفر كما تحيا الأبدان بالأرواح . وقال ابن زيد : الروح القرآن ، قال الله تعالى : " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا " [ الشورى : 52 ] . وقيل : الروح جبريل ، قال الله تعالى : " نزل به الروح الأمين على قلبك " [ الشعراء : 193 ] وقال : " قل نزله روح القدس من ربك بالحق " [ النحل : 102 ] . " من أمره " أي من قوله . وقيل : من قضائه . وقيل : " من " بمعنى الباء أي بأمره . " على من يشاء من عباده " وهم الأنبياء يشاء هو أن يكونوا أنبياء وليس لأحد فيهم مشيئة . " لينذر يوم التلاق " أي إنما يبعث الرسول لإنذار يوم البعث . فقوله : " لينذر " يرجع إلى الرسول . وقيل : أي لينذر الله ببعثه الرسل إلى الخلائق " يوم التلاق " . وقرأ ابن عباس والحسن وابن السميقع " لتنذر " بالتاء خطابا للنبي عليه السلام . " يوم التلاق " قال ابن عباس وقتاده : يوم تلتقي أهل السماء وأهل الأرض . وقال قتادة أيضا وأبو العالية ومقاتل : يلتقي فيه الخلق والخالق . وقيل : العابدون والمعبودون . وقيل : الظالم والمظلوم . وقيل : يلقى كل إنسان جزاء عمله . وقيل : يلتقي الأولون والآخرون على صعيد واحد ، روي معناه عن ابن عباس . وكله صحيح المعنى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.