بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{رَفِيعُ ٱلدَّرَجَٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ} (15)

{ رَفِيعُ الدرجات } يعني : رافع ، وخالق السماوات . أي : مطبقاً بعضها فوق بعض . ويقال : هو رافع الدرجات في الدنيا بالمنازل ، وفي الآخرة الجنة ذو الدرجات ، { ذُو العرش } يعني : رافع العرش . ويقال : خالق العرش ، هو رب العرش { يُلْقِي الروح مِنْ أَمْرِهِ } يعني : ينزل جبريل بالوحي { على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، { لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق } يعني : ليخوف بالقرآن . وقرأ الحسن : { لّتُنذِرَ } بالتاء على معنى المخاطبة . يعني : لتنذر يا محمد . وقراءة العامة بالياء يعني : لينذر الله . ويقال : { لّيُنذِرَ } من أنزل عليه الوحي { يَوْمَ التلاق } قرأ ابن كثير : يَوْمَ التَّلاَقِي بالياء . وهي إحدى الروايتين عن نافع ، والباقون بغير ياء . فمن قرأ بالياء فهو الأصل . ومن قرأ بغير ياء ، فلأن الكسر يدل عليه . وقال في رواية الكلبي : { يَوْمَ التلاق } يوم يلتقي أهل السماوات ، وأهل الأرض . ويقال : يوم يلتقي الخصم ، والمخصوم .