الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{رَفِيعُ ٱلدَّرَجَٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ} (15)

{ رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِى الروح } ثلاثة أخبار ، لقوله : «هو » مترتبة على قوله : { الذى يُرِيكُمُ } أو أخبار مبتدأ محذوف ، وهي مختلفة تعريفاً وتنكيراً . وقرىء : «رفيع الدرجات » بالنصب على المدح . ورفيع الدرجات ، كقوله تعالى : { ذِي المعارج } [ المعارج : 3 ] وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش ، وهي دليل على عزّته وملكوته . وعن ابن جبير : سماء فوق سماء . والعرش فوقهن . ويجوز أن يكون عبارة عن رفعة شأنه وعلوّ سلطانه ، كما أنّ ذا العرش عبارة عن ملكه . وقيل : هي درجات ثوابه التي ينزلها أولياءه في الجنة { الروح مِنْ أَمْرِهِ } الذي هو سبب الحياة من أمره ، يريد : الوحي الذي هو أمر بالخير وبعث عليه ، فاستعار له الروح ، كما قال تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فأحييناه } [ الأنعام : 122 ] { لّيُنذِرَ } الله . أو الملقى عليه : وهو الرسول أو الروح . وقرىء : «لتنذر » أي : لتنذر الروح لأنها تؤنث ، أو على خطاب الرسول . وقرىء : «لينذر يوم التلاق » على البناء للمفعول { يَوْمَ التلاق } يوم القيامة ، لأن الخلائق تلتقي فيه . وقيل : يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض . وقيل : المعبود والعابد .