التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{رَفِيعُ ٱلدَّرَجَٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ} (15)

قوله تعالى { رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق } .

قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن عظمته وكبريائه ، وارتفاع عرشه العظيم العالي على جميع مخلوقاته كالسقف لها ، كما قال تعالى : { من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح وإليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } وسيأتي بيان ما بين العرش إلى الأرض السابعة ، في قول جماعة من السلف والخلف ، وهو الأرجح إن شاء الله .

وقوله : { يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده } كقوله تعالى { ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا انه لا إله إلا أنا فاتقون } وكقوله { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { يلقى الروح من أمره } قال : الوحي من أمره .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { يوم التلاق } من أسماء يوم القيامة ، عظمه الله ، وحذره عباده .

أرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { يوم التلاق } : يوم تلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض ، والخالق والخلق .