لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{رَفِيعُ ٱلدَّرَجَٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ} (15)

قوله جل ذكره : { رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ } .

رافعُ الدرجات للعُصاةِ بالنجاة ، وللمطيعين بالمثوبات ، وللأصفياء والأولياء بالكرامات ، ولذوي الحاجات بالكفايات ، وللعارفين بتنقيبهم عن جميع أنواع الإرادات .

ويقال درجاتُ المطيعين بظواهرهم في الجنة ، ودرجاتُ العارفين بقلوبهم في الدنيا ؛ فيرفع درجاتهم عن النظر إلى الكَونيْن دون المساكنة إليهما . وأمَّا المحبون فيرفع درجاتِهم عن أن يطلبوا في الدنيا والعُقبى شيئاً غيرَ رضاءِ محبوبهم .

{ ذُو الْعَرْشِ } : ذو المُلْكِ الرفيع . ويقال العرش الذي هو قِبْلَةُ الدعاء ، خَلَقَه أرفعَ المخلوقاتِ وأعظمَها جُثة .

{ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } روحٌ بها ضياءُ أبدانهم - وهو سلطانُ عقولهم ، وروحٌ بهاء ضياء قلوبهم - وهو شفاءُ علومهم ، وروحٌ بها ضياء أرواحهم- والذي هو للرُّوح رَوْحٌ - بقاؤهم بالله .

ويقال : روحٌ هو روح إلهام ، وورح هو روح إعلام ، وروح هو روح إكرام .

ويقال : روح النبوة ، وروح الرسالة . وروح الولاية ، وروح المعرفة .

ويقال : روح بها بقاءُ الخلق ، وروح بها ضياء الحق .