الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ} (4)

ثم قال : { من شر الوسواس الخناس }( {[78385]} ) . أي الشيطان الخناس ، يعني الشيطان يخنس( {[78386]} ) مرة ويوسوس ( أخرى ، فيخنس إذا ذَكرَ العبدُ ربَّه ، ويوسوس من صدور الرجل( {[78387]} ) ) إذا غفل عن ذكر ربه .

قال ابن عباس : " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل [ وسوس ] ( {[78388]} ) ، [ وإذا ] ( {[78389]} ) ذكر الله خنس( {[78390]} ) ، فذلك قوله : { الوسواس الخناس } .

وقال مجاهد : ينبسط الشيطان فإذا ذكر الله خنس وانقبض ، فإذا غفل الإنسان انبسط( {[78391]} ) ، وهو قول قتادة( {[78392]} ) .

وقال ابن زيد : يوسوس مرة ، ( ويخنس مرة ) ( {[78393]} ) من الجن والإنس . وكان يقول( {[78394]} ) : شيطان الإنس أشد على الناس من شيطان الجن ، لأن شيطان الجن يوسوس ( ولا تراه ، وشيطان [ الإنس ]( {[78395]} ) يعاينك معاينة( {[78396]} ) ) .

وعن ابن عباس أن الشيطان يوسوس( {[78397]} ) بالدعاء إلى طاعته في صدور الناس حتى يستجاب له إلى ما دعا من طاعته ، فإذا [ استجيب ] ( {[78398]} ) له إلى ذلك خنس( {[78399]} ) .

يقال : خنس : إذا استتر ، وخنست( {[78400]} ) عنه : تأخرت ، وأخنست عنه حقه سترته( {[78401]} ) .


[78385]:الآية بتمامها ﴿قل أعوذ برب الناس﴾.
[78386]:أ: يخنس.
[78387]:ما بين قوسين ساقط من أ. ويظهر بعض الاضطراب في هذه العبارة ولعل الأنسب أن يقال: ويوسوس في صدر الرجل.
[78388]:م: وسوس.
[78389]:م: فإذا.
[78390]:جامع البيان 30/355.
[78391]:انظر: المصدر السابق وتفسير مجاهد 762.
[78392]:انظر: جامع البيان 30/355 وتفسير ابن كثير 4/616.
[78393]:ساقط من أ.
[78394]:أ: يقال.
[78395]:زيادة يقتضيها السياق.
[78396]:انظر: جامع البيان 30/355 وفيه: "شيطان الجن ولا تراه، وهذا يعانيك معاينة.
[78397]:ما بين قوسين (ولا تراه-يوسوس) ساقط من أ.
[78398]:م: استجاب.
[78399]:انظر: جامع البيان 30/355.
[78400]:أك وخنس.
[78401]:انظر: اللسان: (خنس).