لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ} (4)

{ من شر الوسواس } يعني الشّيطان ذا الوسواس ، والوسوسة الهمز ، والصوت الخفي . { الخناس } يعني الرجاع من الذي عادته أن يخنس ، أي يتأخر .

قيل : إن الشيطان جاثم على قلب الإنسان ، فإذا غفل وسها وسوس ، وإذا ذكر الله تعالى خنس الشيطان عنه ، وتأخر .

وقال قتادة : الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب . وقيل : كخرطوم الخنزير في صدر الإنسان ، فإذا ذكر العبد ربه خنس ، ويقال : رأسه كرأس الحية ، واضع رأسه على ثمرة القلب يمسه ويجذبه ، فإذا ذكر الله تعالى خنس ، وإذا لم يذكر الله تعالى رجع ، ووضع رأسه على القلب .