البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ} (4)

والوسواس ، قالوا : اسم من أسماء الشيطان ؟ والوسواس أيضاً : ما يوسوس به شهوات النفس ، وهو الهوى المنهي عنه .

والخناس : الراجع على عقبه ، المستتر أحياناً ، وذلك في الشيطان متمكن إذا ذكر العبد الله تعالى تأخر ، وأما الشهوات فتخنس بالإيمان وبلمة الملك وبالحياء فهذان المعنيان يندرجان في الوسواس

وقال الزمخشري : { الوسواس } اسم بمعنى الوسوسة ، كالزلزال بمعنى الزلزلة ؛ وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال ، والمراد به الشيطان ، سمي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه ، لأنها صنعته وشغله الذي هو عاكف عليه ؛ أو أريد ذو الوسواس .

وقد تكلمنا معه في دعواه أن الزلزال بالفتح اسم وبالكسر مصدر في { إذا زلزلت } ويجوز في الذي الجر على الصفة ، والرفع والنصب على الشتم .