{ من شر الوسواس } قال الفراء : هو بفتح الواو بمعنى الاسم ، أي الموسوس ، وبكسرها المصدر ، أي الوسوسة ، كالزلزال بمعنى الزلزلة . وقيل : هو بالفتح اسم لمعنى الوسوسة ، والوسوسة هي حديث النفس ، يقال : وسوست إليه نفسه وسوسة أي حدثه حديثا ، وأصلها الصوت الخفي ، ومنه قيل لأصوات الحلي : وسواس .
قال الزجاج : الوسواس هو الشيطان ، أي ذي الوسواس ، ويقال : إن الوسواس ابن لإبليس ، وسمي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه ؛ لأنها شغله الذي هو عاكف عليه ، وقد سبق تحقيق معنى الوسوسة في تفسير قوله { فوسوس لهما الشيطان } ، ومعنى { الخناس } كثير الخنس ، وهو التأخر ، يقال : خنس إذا تأخر . قال مجاهد : إذا ذكر الله خنس وانقبض ، وإذا لم يذكر انبسط على القلب .
ووصف بالخناس ؛ لأنه كثير الاختفاء ، ومنه قوله تعالى { فلا أقسم بالخنس } يعني النجوم لاختفائها بعد ظهورها كما تقدم ، وقيل : الخناس اسم لابن إبليس ، كما تقدم في الوسواس .
وعن ابن عباس في قوله :{ الوسواس الخناس }قال : مثل الشيطان كمثل ابن عرس ، واضع فمه على فم القلب ، فيوسوس إليه ، فإن ذكر الله خنس ، وإن سكت عاد إليه ، فهو الوسواس الخناس .
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فإن ذكر الله خنس ، وإن نسيه التقم قلبه ، فذلك الوسواس الخناس " ، أخرجه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن شاهين والبيهقي في الشعب .
وعن ابن عباس في الآية قال : الشيطان جاث على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس . وعنه قال : ما من مولود يولد إلا على قلبه الوسواس ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل وسوس ، فذلك قوله :{ الوسواس الخناس } .
وقد ورد في معنى هذا غيره ، وظاهره أن مطلق ذكر الله يطرد الشيطان ، وإن لم يكن على طريق الاستعاذة ، ولذكر الله سبحانه فوائد جليلة حاصلها الفوز بخيري الدنيا والآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.