أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا} (40)

شرح الكلمات :

{ ما قدمت يداه } : أي ما أسلفه في الدنيا من خير وشر .

{ يا ليتني كنت ترابا } : أي حتى لا أعذب وذلك يوم يقول الله تعالى للبهائم كوني ترابا وذلك بعد الاقتصاص لها من بعضها بعضا .

المعنى :

وقوله تعالى { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } أي خوفناكم عذابا قريبا جدا يبتدئ بالموت ولا ينتهي أبدا ، وذلك { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } من خير أو شر أي يرى جزاء عمله عيانا إن كان عمله خيراً جزي بمثله وإن كان شرا جزي بمثله . { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } إنه لما يرى البهائم بعد القصاص لها صارت ترابا يتمنى الكافر وهو في عذابه أن لو كان ترابا مثل البهائم ولولا العذاب وشدته ودوامه لما تمنى أن يكون ترابا أبدا .

من الهداية :

- تقرير عقيدة البعث والجزاء .

- الترغيب في العمل الصالح واجتناب العمل السيئ الفاسد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا} (40)

قوله : { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } يخوف الله المشركين المكذبين بالعذاب القريب وهو عذاب يوم القيامة فإنه لا جرم قريب ، لأنه لا محالة آت وكل ما هو آت قريب .

قوله : { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } يعرض على المرء يوم القيامة كل أعماله من خير أو شر { ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا } يتمنى الكافر بفرط إياسه وهول ما يرى من العذاب أن لو كان ترابا كالبهائم التي تصير يوم القيامة ترابا . وذلك بعد أن يحصل القصاص بينها فيقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء فإذا فرغ من القصاص من بعضها لبعض قال لها : كوني ترابا . فعند ذلك يقول الكافر مستيئسا متحسّرا { ياليتني كنت ترابا } {[4743]} .


[4743]:تفسير الطبري جـ 30 ص 15، 16 وتفسير الرازي جـ 31 ص 26، 27 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 466.