الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا} (40)

قوله : { يَوْمَ يَنظُرُ } : يجوزُ أَنْ يكونَ/ بدلاً مِنْ " يَومَ " قبلَه ، وأنْ يكونَ منصوباً ب " عذاباً " ، أي : العذابُ واقعٌ في ذلك اليوم . وجَوَّزَ أبو البقاء أَنْ يكونَ نعتاً ل " قريباً " ، ولو جعله نعتاً ل " عذاباً " لكان أَوْلى ، والعامَّةُ بفتح ميم " المَرْءُ " ، وهي العاليةُ . وابنُ أبي إسحاق بضَمِّها وهي لغةٌ : يُتْبِعون الفاءَ اللامَ . وخَطَّأَ أبو حاتمٍ هذه القراءةَ ، وليس بصوابٍ لثبوتِها لغةً .

قوله : { مَا قَدَّمَتْ } يجوزُ أَنْ تكونَ استفهاميةً مُعلِّقَةً ل " يَنْظُرُ " على أنَّه من النظر ، فتكونُ الجملةُ في موضعِ نصبٍ على إسقاط الخافضِ ، وأَنْ تكونَ موصولةً مفعولاً بها ، والنظرُ بمعنى الانتظار ، أي : ينتظرُ الذي قَدَّمَتْه يداه . والعامَّةُ لا يُدْغِمون تاءَ " كنتُ " في " تُراباً " قالوا : لأنَّ الفاعلَ لا يُحْذَفُ ، والإِدغامُ يُشْبه الحذفَ . وفي قولِه " ويقولُ الكافرُ " وَضْعُ ظاهرٍ موضعَ مضمرٍ شهادةً عليه بذلك .