الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا} (40)

ثم يقول لَها بَعْدَ ذلكَ : كوني تراباً فيعودُ جميعُها تراباً ؛ فعند ذلك يقول الكافر : { يا ليتني كُنتُ ترابا } ( ت ) : وَاعْلَمْ رحمكَ اللَّه أَني لم أقفْ على حديثٍ صحيحٍ في عَوْدِها تراباً ، وقدْ نَقَلَ الشيخُ أبُو العباسِ القَسْطَلاَّنِيُّ عن الشيخ أبي الحكم بن أبي الرَّجَّالِ إنكارَ هذا القولِ ، وقال : ما نُفِثَ روحُ الحياةِ في شَيْءٍ فَفَنِيَ بَعْدَ وجودِه ، وقد نقَلَ الفَخْرُ هنا عن قَوْم بقاءَها وأن هذه الحيواناتِ إذا انْتَهَتْ مدةُ إعراضِها جعلَ اللَّه كلَّ ما كانَ مِنْهَا حَسَنَ الصُّورَةِ ثواباً لأهلِ الجنةِ ، وما كانَ قَبيحَ الصورةِ عقاباً لأَهْلِ النارِ ، انتهى ، والمُعَوَّلُ عليه في هذا : النقلُ فإنْ صَحَّ فيه شيءٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وَجَبَ اعْتِقَادُه وصِيرَ إليه ، وإلا فلا مدخلَ للعَقْلِ هنا ، واللَّه أعلم .