جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا} (40)

{ إنا أنذرناكم عذابا قريبا } : عذاب الآخرة ، وكل ما هو آت قريب ، مع أن مبدأه الموت ، { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } : من خير وشر ، والمرء عام ، وقيل : الكافر ، والمراد مما قدمت يداه الشر ، وما إما موصولة مفعول " ينظر " ، وإما استفهامية مفعول " قدمت " قدمت لصدارتها ، " ويوم " بدل من " عذابا " بحذف مضاف ، أي : عذاب يوم ، أو بدل اشتمال فلا يحتاج إلى تقدير ، أو صفة أخرى لعذابا ، { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } : في هذا اليوم ، وفي الحديث " يود ذلك حين يحكم{[5271]} الله بين الحيوانات ، حتى ليقتص للشاة الجماء من القرناء ، فإذا فرغ من الحكم قال لها كوني ، ترابا ، فتصير الحيوانات ترابا فعند ذلك يتمنى الكافر ، ويتمنى أن يكون في الدنيا ترابا ، فلم أخلق ، ولم أكلف " {[5272]} .

والحمد لله على الإسلام .


[5271]:ذكره السيوطي في الدر المنثور، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي/12.
[5272]:وفي نسخة، "فلم يخلق ولم يكلف".