بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا} (40)

ثم خوفهم فقال : { إِنَّا أنذرناكم عَذَاباً قَرِيباً } يعني : خوفناكم بعذاب قريب ، وهو يوم القيامة . ثم خوف المؤمنين ، ووصف ذلك اليوم { يَوْمَ يَنظُرُ المرء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } يعني : ما عملوا من الخير والشر يعني : ينظر المؤمن إلى عمله ، وينظر الكافر إلى عمله { وَيَقُولُ الكافر الكافر يا ليتني كُنتُ ترابا } يعني : لو كنت بهماً منها فأكون تراباً ، أستوي بالأرض . وذلك ، أن الله تعالى يقول للسباع والبهائم ، كوني تراباً فعند ذلك ، يتمنى الكافر { الكافر يا ليتني كُنتُ ترابا } .

وروى عبد الله بن عمر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه قال : إن الله يحشر البهائم والدواب والناس ، ثم يقتص لبعضهم من بعض ، حتى يقتص للشاة . الجماء من الشاة القرناء . ثم إن الله تعالى يقول لها : كوني تراباً ، فيراها الكافر ويتمنى أن يكون مثلها تراباً . ويقول : { الكافر يا ليتني كُنتُ ترابا } يعني : يا ليتني لم أبعث كقوله : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِي كتابه بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يا ليتني لَمْ أُوتَ كتابيه } [ الحاقة : 25 ] إلى قوله : { يا ليتها كَانَتِ القاضية } [ الحاقة : 27 ] والله أعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وآله وسلم .