{ الله الذي خلقكم من ضعف } : أي من نطفة وهي ماء مهين .
{ ثم جعل من بعد ضعف قوة } : أي من بعد ضعف الطفولة قوة الشباب .
{ ثم جعل من بعد قوة ضعفاً } : أي من بعد قوة الشباب والكهولة ضعف الكبر والشيب .
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء فقال تعالى { الله الذي خلقكم } وحده { من ضعف } أي من ماء مهين وهي النطفة ثم جعل من بعد ضعف أي ضعف الطفولة { قوة } وهي قوة الشباب { ثم جعل من بعد قوة } أي قوة الشباب والكهولة { ضعفاً } أي ضعف الكبر { وشيبة } أي الهرم وقوله تعالى { يخلق ما يشاء وهو العليم } بخلقه { القدير } على ما يشاء ويريده فهو تعالى قادر على إحياء الأموات وبعثهم ، إذ القادر على إيجادهم من العدم قادر على بعثهم من الرّمَم .
- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة العقلية التي لا ترد بحال .
قوله تعالى : " الله الذي خلقكم من ضعف " ذكر استدلالا آخر على قدرته في نفس الإنسان ليعتبر . ومعنى : " من ضعف " من نطفة ضعيفة . وقيل : " من ضعف " أي في حال ضعف ، وهو ما كانوا عليه في الابتداء من الطفولة والصغر . " ثم جعل من بعد ضعف قوة " يعني الشبيبة . " ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة " يعني الهرم . وقرأ عاصم وحمزة : بفتح الضاد فيهن ، الباقون بالضم ، لغتان ، والضم لغة النبي صلى الله عليه وسلم . وقرأ الجحدري : " من ضعف ثم جعل من بعد ضعف " بالفتح فيهما ؛ " ضعفا " بالضم خاصة . أراد أن يجمع بين اللغتين . قال الفراء : الضم لغة قريش ، والفتح لغة تميم . الجوهري : الضعف والضعف : خلاف القوة . وقيل : الضعف بالفتح في الرأي ، وبالضم في الجسد ؛ ومنه الحديث في الرجل الذي كان يخدع في البيوع : ( أنه يبتاع وفي عقدته{[12537]} ضعف ) . " وشيبة " مصدر كالشيب ، والمصدر يصلح للجملة ، وكذلك القول في الضعف والقوة . " يخلق ما يشاء " عني من قوة وضعف . " وهو العليم " بتدبيره . " القدير " على إرادته . وأجاز النحويون الكوفيون " من ضَعَف " بفتح العين ، وكذا كل ما كان فيه حرف من حروف الحلق ثانيا أو ثالثا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.