{ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ } ، قرأ السلمي بالياء . الباقون بالتاء . يعني : إن تصبكم أيها المؤمنون { حَسَنَةٌ } بظفركم على عدوكم وغنيمة تنالونها منهم وتتابع من الناس في الدخول في دينكم وخفض في معاشكم { تَسُؤْهُمْ } : تحزنهم { وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ } مساءة بإخفاق سريّة لكم ، أو إصابة عدوّ فيكم أو اختلاف يكون منكم ، أو حدث ونكبة { يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ } وتخافوا ربّكم { لاَ يَضُرُّكُمْ } لا ينقصكم { كَيْدُهُمْ } شيئاً .
واختلفت القراءة فيه ؛ فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب : { لاَ يَضِرُّكُمْ } بكسر الضاد [ وراء ] خفيفة واختاره أبو حاتم ، يقال : ضار يضير ضيراً مثل باع يبيع بيعاً ، ودليله في القرآن :
{ لاَ ضَيْرَ } [ الشعراء : 5 ] . وهو جزم على جواب الجزاء .
وقرأ الضحاك بضم الضاد وجزم الراء خفيفة من ( ضار يضور ) ، وذكر الفرّاء عن الكسائي أنه سمع بعض أهل العالية يقول : لا ينفعني ذلك ولا يضورني . وقرأ الباقون : بضم ( الضاد ، والراء ) مشددة ، واختاره . وهو من ( ضرّ يضرّ ضراً ) ، مثل ( ردّ يرد ردّاً ) . وفي رائه وجهان :
أحدهما : أنه أراد الجزم وأصله لا يضررْكم فأُدغمت الراء في الراء ، ونقلت ضمة الراء الأُولى إلى الضاد وضُمت الراء الأخيره إتباعاً لأقرب الحركات إليها وهي الضاد ؛ طلباً للمشاكلة كقولهم : مرّ يا هذا .
والوجه الثاني : أن يكون { لا } بمعنى ليس ويضمر الفاء فيه ، تقديره : وإن تصبروا وتتّقوا فليس يضركم . قاله الفرّاء وأنشد :
فإن كان لا يرضيك حتى تردني *** إلى قطري لا إخالك راضيا
{ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } قرأ الأعمش والحسن : بالتاء . الباقون بالياء { مُحِيطٌ } عالم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.