تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (120)

الآية 120 وقوله تعالى : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم } قال : ليس هذا وصف المنافقين في الظاهر لأنهم كانوا [ يطنون عنهم ]{[4282]} الخيرات ، لكنه يحتمل أنهم كانوا يضنون{[4283]} بخيرات تكون لهم لا للمؤمنين { وإن تصبهم سيئة يفرحوا بها } ذكر في القصة أنهم إذا رأوا المسلمين الظفر على عدوهم والغنيمة يسوؤهم ذلك ، وإذا رأوا القتل والهزيمة عليهم يفرحون بهم{[4284]} ، ويسرون ، وقيل : إذا رأوا للمؤمنين الخصب والسعة ساءهم ، وإذا رأوا لهم القحط والجدب وغلاء السعر فرحوا به . لكن هذا يحتمل في كل خير رأوا لهم ، اهتموا لذلك ، وفي كل مصيبة ونكبة رأوا لهم ، فرحوا بها .

وقوله تعالى : { وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا } وعد النصر بشرط لا يضركم كيدهم شيئا . أخبر أن المؤمنين إذا اتقوا ، وصبروا ، لا يضرهم كيدهم شيئا حتى يعلم أن ما يصيب المؤمنين إنما يصيب بما كسبت أيديهم .

وقوله تعالى : { إن الله بما يعملون محيط } على الوعيد .


[4282]:في الأصل وم، يطمنون، أطن: قطع.
[4283]:في الأصل وم: يطنون، وأطن: قطع.
[4284]:في الأصل وم: به.