قوله : { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } هذه الجملة مستأنفة لبيان تناهي عداوتهم ، وحسنة ، وسيئة يعمان كل ما يحسن ، وما يسوء . وعبر بالمسّ في الحسنة ، وبالإصابة في السيئة ، للدلالة على أن مجرد مس الحسنة يحصل به المساءة ، ولا يفرحون إلا بإصابة السيئة ، وقيل : إن المسّ مستعار لمعنى الإصابة . ومعنى الآية : أن من كانت هذه حالته لم يكن أهلاً ؛ لأن يتخذ بطانة { وَإن تَصْبِرُوا } على عداوتهم ، أو على التكاليف الشاقة { وَتَتَّقُوا } موالاتهم ، أو ما حرّمه الله عليكم { يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } ، يقال ضارّه يضوره ، ويضيره ضيراً ، وضيوراً : بمعنى ضرّه يضره ، وبه قرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو . وقرأ الكوفيون ، وابن عامر لا يضركم بضم الراء ، وتشديدها من ضرّ يضر ، فهو على القراءة الأولى مجزوم على أنه جواب الشرط ، وعلى القراءة الثانية مرفوع على تقدير إضمار الفاء ، كما في قول الشاعر :
من يفعل الحسنات الله يشكرها *** . . .
قاله الكسائي ، والفراء ، وقال سيوبيه : إنه مرفوع على نية التقديم ، أي : لا يضركم أن تصبروا . وحكى أبو زيد عن المفضل عن عاصم «لا يضركم » بفتح الراء ، و { شيئاً } صفة مصدر محذوف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.