أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذۡهَبۡتُمۡ طَيِّبَٰتِكُمۡ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنۡيَا وَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهَا فَٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَفۡسُقُونَ} (20)

شرح الكلمات

{ أذهبتم طيباتكم في حياتكم } : أي يقال لهم أذهبتم طيباتكم باشتغالكم بملذاتكم في الدنيا .

{ واستمتعتم بها } : أي تمتعتم بها في الحياة الدنيا .

{ فاليوم تجزون عذاب الهون } : أي جزاؤكم عذاب الهوان .

{ بما كنتم تستكبرون في الأرض } : أي تتكبرون في الأرض .

{ بغير الحق } : أي إذ لا حق لكم في الكبر والكبرياء لله ، ولم يأذن لكم فيه .

{ وبما كنتم تفسقون } : أي تخرجون عن طاعة الله ورسوله .

المعنى :

وقوله تعالى { ويوم يعرض الذين كفروا على النار } أي اذكر يا رسولنا لهؤلاء المشركين يوم يعرضون على النار ويقال لهم في توبيخ وتقريع { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } أي بإقبالكم على الشهوات والملاذ ناسين الدار الآخرة فاستمتعتم بكل الطيبات ولم تبقوا للآخرة شيئا { فاليوم تجزون عذاب الهون } أي الهوان { بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق } إذ لا حق لكم في الكبر لضعفكم وعجزكم إنما الكبرياء لله الملك الحق أما أنتم فقد ظلمتم باستكباركم عن الإِيمان بربكم ولقائه وعن طاعته { وبما كنتم تفسقون } أي وبفسقكم عن طاعة ربكم وطاعة رسوله . إذاً فادخلوا جهنم داخرين .

الهداية :

من الهداية :

- التحذير من الانغماس في الملاذ والشهوات والاستمتاع .

- التحذير من الكبر والفسق وأن الكبر من أعمال القلوب والفسق من أعمال الجوارح .

- مدى فهم السلف الصالح لهذه الآية { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها .

1 ) قرأ يزيد حتى بلغ { وبما كنتم تفسقون } ثم قال تعلمون والله إن أقواما يسترطون حسناتهم استبقى رجل طيباته إن استطاع ولا قوة إلا بالله .

2 ) روى أن عمر بن الخطاب كان يقول لو شئت لكنت أطيبكم طعام وألينكم لباسا ، ولكن استبقي طيباتي .

وذُكِر أنه لمّا قدم الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله ، قال هذا لنا لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير ؟ فقال له خالد بن الوليد لهم الجنة ، فاغرورقت عينا عمر رضي الله عنه وقال لئن كان حظنا الحطام وذهبوا بالجنة لقد باينونا وبنا بعيدا .