جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذۡهَبۡتُمۡ طَيِّبَٰتِكُمۡ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنۡيَا وَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهَا فَٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَفۡسُقُونَ} (20)

{ ويوم يعرض{[4594]} الذين كفروا على النار } ، من باب القلب للمبالغة ، أي : يعرض النار عليهم ، أو معناه يعذبون عليها ، { أذهبتم } ، أي : يقال لهم يوم القيامة ذلك ، { طيباتكم } : لذائذكم ، { في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها } ، فلم يبق لكم منها شيء ، { فاليوم تجزون عذاب الهون } : الذل ، { بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق } ، فإن التكبر يمكن أن يكون بحق ، { وبما كنتم تفسقون } ، رأى{[4595]} عمر رضي الله عنه في يد جابر لحما فقال : ما هذا ؟ فقال : لحما اشتهيته ، فقال : أو كل ما اشتهيت اشتريت ، أما تخاف هذه الآية { أذهبتم طيبات في حياتكم الدنيا } .


[4594]:من عرض فلان على السيف إذا قتل به، والعرض: المباشرة، كما تقول: عرضت العود على النار، وأيضا في الكتاب والسنة ما يدل على أن لجهنم عينا وكلاما وعلى الوجهين لا يكون الآية من باب القلب القليل النزر/12 وجيز.
[4595]:أخرجه أحمد في الزهد/12 در منثور. [أخرجه أحمد في الزهد عن الأعمش، وهو منقطع؛ لأن الأعمش لم يدرك عمر].