قوله تعالى : { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار } يعني : يكشف الغطاء عنها ، فينظرون إليها ، فيقال لهم : { أَذْهَبْتُمْ طيباتكم } يعني : أكلتم حسناتكم { في حياتكم الدنيا واستمتعتم بِهَا } يعني : انتفعتم بها في الدنيا . وقرأ ابن عامر أَأَذْهَبْتُمْ بهمزتين ، وقرأ ابن كثير آذْهَبْتُمْ بالمد ، ومعناهما واحد ، ويكون استفهاماً على وجه التوبيخ . والباقون أَذْهَبْتُمْ بهمزة واحدة ، بغير مد ، على معنى الخبر . وروي عن عمر : أنه اشتهى شراباً ، فأتي بقدح فيه عسل ، فأدار القدح في يده قال : أشربها فتذهب حلاوتها ، أو تبقى نقمتها . ثم ناول القدح رجلاً ، فسئل عن ذلك فقال : خشيت أن أكون من أهل هذه الآية { أَذْهَبْتُمْ طيباتكم في حياتكم الدنيا } .
وروي عن عمر ، أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير ، وقد أثر بجنبه الشريط ، فبكى عمر فقال : " ما يبكيك يا عمر " ؟ فقال : ذكرت كسرى وقيصر ، وما كانا فيه من الدنيا ، وأنت رسول رب العالمين قد أثر بجنبك الشريط . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أُوْلَئِكَ قَوْمٌ ، عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي حَيَاتِهِم الدُّنْيا ، وَنَحْنُ قَوْمٌ ، أُخِّرَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي الآخِرَةِ » . قوله : { فاليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } يعني : العذاب الشديد { بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ في الأرض بِغَيْرِ الحق } يعني : تستكبرون عن الإيمان { وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } يعني : تعصون الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.