ثم قال : { ويوم يعرض الذين كفروا على النار } [ 19 ] .
أي : واذكر يا محمد يوم يعرض الذين{[63054]} كفروا على نار جهنم .
وقيل العامل في " يوم " فعل مضمر بعده{[63055]} ، والتقدير ويوم يعرض الذين كفروا على النار يقال لهم : { أذهبتم طيباتكم }{[63056]} ، فيقال هو العامل في " يوم " والمعنى : يقال لهم أذهبتم طيباتكم في الدنيا وتطلبون النجاة اليوم{[63057]} .
( وذكر بعض{[63058]} العلماء معناه : أذهبتم طيباتكم في الدنيا لأنفسكم ، ولم تعطوا منها الحاجة ، وتؤثروا أهل الفقر لوجه الله عز وجل .
وأكل الطيبات من المطاعم حلال إذا طاب أصلها ، يقول الله جل ذكره : { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم }{[63059]} وقال : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون }{[63060]} فأخبرنا أن الطيبات من الرزق مباحة للمؤمنين في الدنيا ، وأنها خالصة لهم يوم القيامة في الآخرة إذ يشاركهم فيها في الدنيا الكفار ، فلا شيء فيها للكفار في الآخرة ){[63061]} .
ويروى أن عمر رضي الله عنه{[63062]} رأى جابر بن عبد الله{[63063]} ومعه إنسان يحمل عنه{[63064]} شيئا فقال{[63065]} : " ما هذا ؟ قال : لحم اشتريته بدرهم فقال : أو كلما{[63066]} قدم أحدكم اشترى{[63067]} لحما بدرهم والله لو شئت أن أكون أطيبكم طعاما ، وأينعكم{[63068]} ثوبا لفعلت ، ولكن الله يقول : { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } فأنا أترك طيباتي{[63069]} " {[63070]} .
وروى قتادة عن أبي هريرة أنه قال : " إنما كان طعامنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم الأسودين : الماء والتمر ، والله ما كنا نرى{[63071]} سراءكم هذه/ولا ندري{[63072]} ما هي " {[63073]} .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه{[63074]} دخل على أهل الصفة ، وهو مكان يجتمع فيه فقراء المسلمين{[63075]} وهو يرقعون ثيابهم بالأدم ما يجدون لها رقاعا فقال : أنتم غير{[63076]} من يغدوا أحدهم{[63077]} في حلة ويروح في أخرى ، ويغدا عليه بتحفة ويراح عليه بأخرى ويستر{[63078]} بيته كما تستر الكعبة ، قالوا نحن يومئذ خير قال{[63079]} : بل أنتم اليوم خير{[63080]} " .
ثم قال : { فاليوم تجزون عذاب الهون{[63081]} بما كنتم تستكبرون{[63082]} في الأرض بغير الحق } .
أي : بتكبركم في الدنيا على ربكم/ومخالفتكم أمره ونهيه بغير ما أباح لكم وبفسقكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.