أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا لِّيُوَاطِـُٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (37)

شرح الكلمات :

{ إنما النسيء } : تأخير حرمة شهر المحرم إلى صفر .

{ يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً } : أي النسيء عاماً يحلونه عاماً ويحرمونه .

{ ليواطئوا عدة ما حرم الله } : أي ليوافقوا عدد الشهور المحرمة وهي أربعة .

{ زين لهم سوء عملهم } : أي زين لهم الشيطان هذا التأخير للشهر الحرام وهو عمل سيء لأنه افتيات على الشارع واحتيال على تحليل الحرام .

المعنى :

وقوله عز وجل { إنما النسيء زيادة في الكفر } أي إنما تأخير حرمة محرم إلى صفر كما يفعل أهل الجاهلية ليستبيحوا القتال في الشهر الحرام بهذه الفُتيا الشيطانية هذا التأخير زيادة في كفر الكافرين ، لأنه محاربة لشرع الله وهي كفر قطعاً لقوله تعالى { يضل به الذين كفروا } أي بالنسيء يزدادون ضلالاً فوق ضلالهم . وقوله { يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً } يعني النسيء وهو الشهر الذي أخروه أي أخروا حرمته إلى الشهر الذي بعده ليتمكنوا من القتال في الشهر الحرام ، فعاماً يحلون وعاماً يحرمون حتى يوافقوا عدة الأشهر الحُرُم بلا زيادة ولا نقصان ، ظناً منهم أنهم ما عصوا مستترين بهذه الفتيا الإِبليسية كما قال تعالى { زين لهم سوء أعمالهم } والمزين للباطل قطعاً هو الشيطان .

وقوله تعالى { والله لا يهدي القوم الكافرين } يخبر تعالى أنه عز وجل لا يهدي القوم الكافرين لما هو الحق والخير وذلك عقوبة لهم على كفرهم به وبرسوله ، وإصرارهم على ذلك .

الهداية

من الهداية :

- حرمة الاحتيال على الشرع بالفتاوى الباطلة لإحلال الحرام ، وأن هذا الاحتيال ما هو إلا زيادة في الإِثم .

- تزيين الباطل وتحسين المنكر من الشيطان .

- حرمان أهل الكفر والفسق من هداية الله تعالى وتوفيقه لما هو حق وخير حالاً ومآلاً .