الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا لِّيُوَاطِـُٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (37)

وقوله سبحانه : { إِنَّمَا النسيء } [ التوبة : 37 ] .

يعني : فِعْلُ العرب في تأخيرهم الحُرْمَةَ ، { زِيَادَةٌ فِي الكفر } ، أي : جارٍ مع كفرهم باللَّهِ ، وخلافِهِمْ للحقِّ ، فالكفر متكثِّر بهذا الفِعْلِ الذي هو باطلٌ في نفْسهِ ؛ وممَّا وُجِدَ في أشعارهم قَوْلُ جِذْلٍ الطَّعَانِ : [ الوافر ]

وَقَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّ قَوْمِي *** كِرَامُ النَّاسِ أنَّ لَهُمْ كِرَامَا

أَلَسْنَا النَّاسِئِينَ عَلَى مَعَدٍّ *** شُهُورَ الحِلِّ نَجْعَلُهَا حَرَامَا

وقوله سبحانه : { يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا } ، معناه : عاماً من الأعوام ، وليس يريد أنَّ تلك كانَتْ مداولةً .

وقوله سبحانه : { لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ الله } ، معناه : ليوافقُوا ، والمواطَأَةُ : الموافَقَةُ .