التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجۡوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَيَتَنَٰجَوۡنَ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِۖ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ لَوۡلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ حَسۡبُهُمۡ جَهَنَّمُ يَصۡلَوۡنَهَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (8)

{ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } نزلت في قوم من اليهود كانوا يتناجون فيما بينهم ويتغامزون على المؤمنين فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فعادوا ، وقيل : نزلت في المنافقين ، والأول أرجح لقوله : { وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله } لأن هذا من فعل اليهود ، والأحسن أن المراد والمنافقين معا لقوله : { ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم } [ المجادلة : 14 ] فنزلت الآية في الطائفتين .

{ وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله } كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون السام عليك يا محمد بدلا من السلام عليكم ، والسام الموت ، وهو ما أرادوه بقولهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهم وعليكم فسمعتهم عائشة يوما فقالت بل عليكم السام واللعنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة إن الله يكره الفحش والتفحش ) فقالت : أما سمعت ما قالوا قال : أما سمعت ما قلت لهم إني قلت وعليكم ويريد بقوله : { بما لم يحيك به الله } قوله تعالى : { قل الحمد الله وسلام على عباده الذين اصطفى } [ النمل : 59 ] .

{ ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ) كانوا يقولون لو كان نبيا لعذبنا الله بإذايته فقال الله : { حسبهم جهنم } أي : يكفيهم ذلك عذابا .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجۡوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَيَتَنَٰجَوۡنَ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِۖ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ لَوۡلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ حَسۡبُهُمۡ جَهَنَّمُ يَصۡلَوۡنَهَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (8)

{ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير } .

{ أم ترَ } تنظر { إلى الذين نُهوا على النجوى ثم يعودون لما تهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول } الريبة ، { وإذا جاءُوك حيوك } أيها النبي { بما لم يحيك به الله } ، وهو قولهم : السام عليك ، أي الموت ، { ويقولون في أنفسهم لولا } هلا { يعذبنا الله بما نقول } من التحية وأنه ليس بني إن كان نبياً ، { حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير } هي .