غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجۡوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَيَتَنَٰجَوۡنَ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِۖ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ لَوۡلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ حَسۡبُهُمۡ جَهَنَّمُ يَصۡلَوۡنَهَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (8)

1

فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فعادوا لمثله وكان تناجيهم بما هو إثم وعدوان للمؤمنين وتواص بمحالفة الرسول صلى الله عليه وسلم فنزل { ألم تر إلى الذين } الآية منهم من قال : هم المنافقون ومنهم من قال : فريق من الكفار ، والأول أقرب بدليل قوله { وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله } وذلك أنهم كانوا يقولون : " السلام عليك يا محمد " والله تعالى يقول :{ وسلام على عباده الذين اصطفى } [ النمل :59 ] و { يا أيها الرسول } و { يا أيها النبي } .

وحديث عائشة مع اليهود في هذا المعنى مذكور مع شهرته وكانوا يقولون : ما له إن كان نبياً لا يدعو علينا حتى يعذبنا الله بما نقول ، فأجاب الله تعالى عن قولهم بأن جهنم تكفيهم .

قال أبو علي : التناجي والانتجاء بمعنى نحو اجتوروا واعتوروا في معنى تجاوروا وتعاوروا .

/خ22